لبكائها وتوسّلاتها، ووجدتني أخضع لرغبتها، وسألت عن الخاطب الجديد فوجدته صالحاً، وأخذت الأمور بعد ذلك تجري بسرعة لم أكن أتوقّعها، فجاء الولد وأبوه وأهله إلى بيتنا وخطبوا البنت وحدّدوا المهر، وحصلت الموافقة، مع ملاحظة أنني لم أعطهم كلمة قبل الاتصال ببعض أهل العلم الذين أجازوا ما صنعت، فأرسلت للشاب رسالة مستعجلة أخبره عن عدول البنت عن فكرة الزواج به، وأطلعته على رغبتها الجديدة، وأرسلت له البنت أيضاً رسالة رقيقة ترجو منه السماح والمغفرة وتشرح له ظروفها، وتعتذر له عن عدم الوفاء بعهدها، وقامت أم البنت بالاتصال تليفونياً بالشاب وأخبرته عن عدول البنت عن فكرة الزواج منه، فقال: هل هذا هو رأيها أم رأي والدها؟ فقالت له: بل هو رأيها، فصَمَتَ وقال: شكراً، وأقفل السماعة.
نحن الآن نستعد لكَتْبِ الكتاب وأهل العريس الجديد يُلحُّون في ذلك ونحن نمهلهم، فهل هنالك مانع شرعي من كَتْبِ كتاب البنت، أم لا بدّ من الاجتماع بالشاب الأول شخصياً وأخذ إذنه؟ علما أنه قد يرفض من باب الغضب مما حدث، فماذا ستكون النتيجة في مثل هذه الظروف؟ إن ضميري يعذّبني، وإنني في قلق دائم على مصير البنت، وخائف في نفس الوقت كل الخوف من ربّي، فأنقذوني جزاكم الله خيراً بإبداء الرأي السليم والشرعي.
[أجابت اللجنة بما يلي]
بأن العدول عن الخطبة من أحد الخاطبين إذا كان بسبب يقتضي العدول فهو جائز، وإن كان بغير سبب ففيه إثم، وعلى كلا الأمرين فإذا تزوجت بآخر بعد العدول عن خطبة الأول فالزواج صحيح. والله أعلم.