للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أجابت اللجنة بما يلي]

الناس مؤتمنون على ما أودعوا لديهم من أسرار للحديث «إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة» أخرجه أبو داود (١). فلا يصح أن يفشي الإنسان سراً أودع لديه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كَذَب، وإذا وعد أَخْلَف، وإذا اؤتُمِنَ خان» رواه البخاري ومسلم (٢)، كما لا يصح أن يتكلم عن إنسان في غيبته سواء بما فيه، أو بما ليس فيه، لقوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: ١٢]، ولقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إن أكبر الكبائر استطالَةُ المَرْء في عِرْض رجل مسلم بغير حقٍّ» أخرجه أبو داود (٣). وعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتدرون ما الغِيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذِكْرُك أخاك بما يَكْره، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَه وإن لم يكن فيه فقد بَهَتّه» رواه مسلم (٤). (بهته: أي افتريت عليه، قذفته بالباطل).

وأما الهجر، فلا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ليال، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحلُّ لمسلم أن يَهْجُر أخاهُ فوقَ ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسَّلام» متفق عليه (٥). إلا لتوقِّي شروره أو لشهادة أو نحوها، فإذا خاف من صلته بإنسان أن يفسد عليه دينه، أو يُدخل على نفسه أو دنياه مضرّة، جاز الهجران على قدر الحاجة.

وقطع الهجرة، والصلة تكون بالسلام وبالزيارة وبكل ما يقرّب القلوب، وينهي التنافر بقدر الإمكان. وصلة الرحم واجبة على كل مسلم ومسلمة، فقد


(١) رقم (٤٨٦٨).
(٢) البخاري (رقم ٣٣)، ومسلم (رقم ٥٩).
(٣) رقم (٤٨٧٧).
(٤) رقم (٢٥٨٩).
(٥) البخاري (رقم ٦٢٣٧)، مسلم (رقم ٢٥٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>