فمن رغب عن سنتي فليس مني» [أخرجه البخاري (١) في كتاب النكاح].
هذه هي نظرة الإسلام للحفاظ على النفس البشرية.
فإذا تعرض الإنسان لظلم عجزت أمامه كل السبل لرفعه؛ فالتعبير عن عدم الرضا بما هم فيه من ظلم وقهر وعدم اعتداد بحقوق الإنسان التي كفلتها له جميع الشرائع السماوية والوضعية بالإضراب عن الطعام ليصل صوته إلى جميع العالم، إذا كان هذا الإضراب لفترة لا تؤدي إلى إتلاف النفس، ولا تعرضها للهلاك، فلا مانع منه إذا كان هذا هو الوسيلة الوحيدة والناجعة لرفع صوتهم إلى العالم، وطلب نجدتهم والأخذ على يد الظالم، وقهر جبروته وطغيانه، بإعطاء هؤلاء حقوقهم المسلوبة.
أما إذا وصل هذا الإضراب إلى حد إزهاق الروح، أو الإضرار بجزء من بدنه؛ فهذا لا يجوز شرعاً، ويجب حينئذ على المضرب عن الطعام أن يرجع عن إضرابه، إلى أن يأتي الله بالفرج والنصر. والله أعلم.
[٢١/ ٣٠٩ / ٦٨١٨]
[الشفاعة في الحدود]
٣١٠٦ - عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من السيد / عبد الله، ونصُّه كالآتي:
أرجو منكم بيان الحكم في مسألة التوسط للإفراج عن شخص ارتكب جناية شرعية؛ كالزنا أو السرقة مثلاً، وهل يصح أن يدافع عن هذا الشخص المذنب؟ أما إذا كانت دولة الإسلام قائمة بأمر الحدود فنحن نعلم أنه لا يجوز التوسط