للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الموعظة في المقبرة، وتلقين الميت بعد الدفن]

٦٥٥ - عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من السيد / جاسم، ونصُّه:

ما حكم إلقاء موعظة من ثلاث دقائق بعد دفن الميت في المقبرة مباشرة مثل: اسألوا له الثبات فإنه الآن يُسأل، ومثل طلب الدعاء، وأن الجزاء من جنس العمل وما في هذه المعاني، هل هذا أمر مشروع؟ أفتونا مأجورين.

[أجابت اللجنة بما يلي]

لا مانع بعد دفن الميت من أن يَمكُثَ المشيِّعون له حول قبره مدة قليلة ويقدم أحدهم موعظة قصيرة يعظ بها المشيعين، ويبين فيها حال الميت، وما انتهى إليه، ليتعظوا؛ لما رواه البخاري عن علي رضي الله عنه قال: «كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة، فنكس، فجعل، ينكت بمخصرته ثم قال: ما منكم من أحد من نفس منفوسة إلَّا كُتب مكانُها من الجنة والنار، وإلَّا قد كتب شقية أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} الآية» (١).

وقد استحب الشافعية والحنابلة تلقين الميت، فقالوا: والتلقين هنا أن يقول الملقن مخاطباً للميت: يا فلان بن فلانة إن كان يعرف اسم أمه، وإلّا نسبه إلى حواء عليها السلام ثم يقول بعد ذلك: اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا، شهادة أن لا إله إلَّا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن


(١) رقم (٣٦٢)، مسلم (رقم ٢٦٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>