للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ماتت أمه وهو عاق لها، هل له توبة؟ خصوصاً أن في بعض الأحياء من مدينتنا يقال: إن هذا الشاب قتل أمه، والشاب الآن يعذبه ضميره، فهل له توبة؟ لأنه يعلم أن العاق لا جَنَّة له.

[أجابت اللجنة بما يلي]

عقوق الوالدين، وقتل النفس بغير حق، يعدّان من الكبائر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اجتنبوا السبع الموبقات ... » وذكر منها: «قتل النفس» رواه البخاري ومسلم، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ... » وذكر منها: «عقوق الوالدين» [رواه البخاري ومسلم].

وقد تفضل الله تعالى على عباده بقبول توبة المذنبين منهم، سواء اقترفوا صغائر أم كبائر، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨]، وقال أيضاً: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: ٣٩]، وقال أيضاً: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٦٨ - ٧٠].

فعلى المستفتي أن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً، والتوبة النصوح تكون بالندم في القلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والعزم على أن لا يعود، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: ٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>