واتصلت اللجنة بالمستفتي تلفونياً واستوضحته عن السؤال، وأفاد المستفتي أن له زميلاً في العمل هو فرَّاش يعمل معه، وهو مسيحي، وأن زميله هذا يحسن معاملته، ويريد المستفتي أن يزوره ويعامله بالحسنى.
[أجابت اللجنة بما يلي]
لا مانع من زيارة المسلم لزميله النصراني في العمل أو جاره في السكن ومعاملته بالحسنى على الوجه المشروع.
على أن لا يكون ذلك على سبيل الموادَّة، والحبّ القلبي، وأن يحذر المسلم حين معاملته للنصراني من الوقوع في شيء من المحرمات التي يستعملها النصارى؛ كشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، ولعب القمار، وسائر ما هو محرّم في الشريعة الإسلامية، ثم إذا أحسّ بأن هذه العلاقة يستخدمها النصراني لإثارة الشبه على المسلم، أو التأثير عليه في أخلاقه، أو دينه؛ فعليه أن يترك مزاورته ومصاحبته وذلك؛ لقول الله تبارك وتعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: ٨ - ٩]. والله أعلم.
[٤/ ٤٤٥ / ١٣٦٨]
[زيارة غير المسلمين مجاملة]
١٢٩ - عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من السيد / وليد، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية، ونصُّه: