للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس- بألفاظ كُفْريّة؛ يلعن فيها الربَّ والدِّين والرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك في ساعات غضبه، وأنهاه عن ذلك ولكنه سرعان ما يعود، غير أنه يدرك أنه مذنب ويقوم عند الفجر فيغتسل ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلي، ولذا فأنا في شكٍّ من علاقتي الزوجية معه: هل يبقى عقد زواجي به ساري المفعول مع كفره هذا، أم ينقطع وأحتاج إلى عقد جديد بعد كل كفر وتوبة منه؟ أفتوني وجزاكم الله خيراً.

دخلت المستفتية إلى اللجنة وأكَّدت استفتاءها مفيدة أن زوجها يرفض الحضور، وأنه يتلفّظ بألفاظ كُفريَّة حين يغضب معها ومع غيرها، لكن غضبه لا يخرجه عن وعيه، وتقول: إنه لو تلفظ بهذه الألفاظ بعد العصر فإنه لا يصلى المغرب والعشاء، وإنما يستيقظ عند الفجر فيغتسل ويتشهد ويصلي الفجر، كما أنه من الممكن أن تتكرّر منه تلك الألفاظ أكثر من مرة في اليوم.

[أجابت اللجنة بما يلي]

إذا تلفظ الزوج بألفاظ كفرية وكان واعياً لما يقول فإن زوجته تحرم عليه بذلك، فإذا ندم وعاد إلى الإسلام بالشهادتين قبل انتهاء العِدّة فإن زوجته تعود إليه حكماً بلا عقد ولا مراجعة، وتزول الحُرْمَة بينهما بذلك عند أكثر الفقهاء، ولا يُعدُّ ذلك طلاقاً، وعليه فما دام الزوج يتوب ويعود إلى الإيمان بالشهادتين قبل انتهاء العِدّة في كلّ مرّة فإن زوجته تبقى في زَوْجِيَّتِهِ، ولا يحتاج إلى عقد أو مراجعة، ويجب الانتباه إلى أن التلفظ بهذه الألفاظ يخرج عن الإسلام ويُعدُّ رِدَّة ويحبط العمل، وإذا مات قبل العودة إلى الإسلام فإنه يموت على غير الإسلام، والعياذ بالله تعالى. والله أعلم.

[١٧/ ٢١٧ / ٥٣٥٨]

<<  <  ج: ص:  >  >>