للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: ٢٨]

والولاية تشمل المناصرة والمحبة، ولقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨) هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: ١١٨ - ١١٩].

إلا أن الشريعة قد أذنت ببرِّ آحاد غير المسلمين ومعاملتهم بالحسنى ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وذلك طمعاً في تأليف قلوبهم على الإسلام ولتكون هذه المعاملة الحسنة وسيلة لدعوتهم، وذلك لقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: ٨]، فبرُّ آحاد غير المسلمين مشروط بعدم إظهارهم العداء للمسلم ولا لدينه، ومن هنا فقد أباحت لنا الشريعة التعامل مع غير المسلمين في البيوع وسائر المعاملات المالية، ما لم تكن في معصية، كما أباحت لنا نكاح نساء أهل الكتاب، وأكل ذبائحهم، وأُمرنا أن نقرهم على دينهم ليكون هذا سبباً في دعوتهم، وفي تعريفهم على محاسن الإسلام بمخالطتهم للمسلمين. والله أعلم.

[٩/ ٤٣ / ٢٥٦٣]

[تهنئة النصارى برأس السنة الميلادية]

١٢٥ - عرض على اللجنة الاستفتاء المقدّم من السيد / أحمد، وهو الآتي:

<<  <  ج: ص:  >  >>