للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعض الديانات مثل الهندوسية، وواجب احترامها من قبل جميع العاملين، فهل موافقته على حرق الجثة حرام أم لا؟ علماً بأنه إذا لم يوافق -خاصة في عدم وجود أحد من زملائه معه- سيؤدي ذلك إلى فصله من عمله، ولا يوجد مكان آخر يستقبله، وإذا قبله فإن الطبيب سيقوم بنفس المهمة أي الموافقة على حرق الجثة.

في الدول الغربية حرية العقيدة مكفولة، واحترام التقاليد واجبة على كل إنسان على تلك الأرض، فما هو الرأي الشرعي في هذه الحالة؟

[أجابت الهيئة بما يلي]

لا يجوز شرعاً للطبيب المسلم أن يأذن بإحراق جثة ميت غير مسلم يدين بدين يرى إحراق جثث موتاهم؛ وذلك لأن الله تعالى قد كرم بني آدم، فقال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٧٠]، ومن تكريمه في الإسلام تكفينه ودفنه بعد موته في التراب، مسلماً أو غير مسلم، وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدفن قتلى المشركين في بدر (١).

أما إذا طلب أولياء الميت غير المسلم أن يسمح لهم بأن يفعلوا بموتاهم ما يدينون به من حرق أو غيره، فإنه يجوز له دفعه إليهم ليفعلوا فيه ما يشاؤون حسب ما يدينون به، ومن ثم جاز للطبيب المسلم أن يؤشر على البيان المعدّ لذلك في داخل المشافي بالموافقة على طلبهم. والله أعلم.

[١٦/ ٤٨٧ / ٥٢٠٤]


(١) البخاري (رقم ١٣٧٠)، ومسلم (رقم ١٥٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>