للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أجابت اللجنة بما يلي]

قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]. وقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: ٧].

قال القرطبي: (والذي ذهب إليه أبو الحسن وغيره أنه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف كما يكون استواء المخلوقين)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «يريد خلق ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وبعد القيامة» القرطبي (١١/ ١٦٩).

وقال مالك رحمه الله تعالى: (الاستواء معلوم أي في اللغة والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة، وكذا قالت أم سلمة رضي الله تعالى عنها) القرطبي (٧/ ٢٢٠).

وقال الفراء في تأويل قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَهُمْ}: (المعنى غير مصمود والعدد غير مقصود؛ لأنه تعالى قصد وهو أعلم أنه مع كل عدد قل أو كثر يعلم ما يقولون سراً وجهراً ولا تخفى عليه خافية) القرطبي (١٧/ ٢٩٠).

وعليه فإن مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى استوى على العرش استواء يليق بذاته، وهو معنا أينما كنا معية تليق بذاته، ولا يزيدون على ذلك، وهو ما يجب التزامه وعدم الخروج عليه. والله أعلم.

[١٥/ ٢٦ / ٤٥٧٦]

<<  <  ج: ص:  >  >>