وأما تقدير الثواب والمقارنة بينه وبين القرض لأمور أخرى فهذا مرده إلى الله تعالى، وهو منوط بمقدار الحاجة والنية.
٥ - إذا جاء وقت الحج، وكان المسلم مديناً بديون كمالية أو ضرورية، ولا يوجد في ماله ما يكفي لحجه، فلا يجب الحج عليه أصلاً حتى يفي ديونه كلها، ويفيض عنده ما يكفي للحج، ولو استغرق ذلك العمر كله؛ لصراحة قوله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران: ٩٧]، ولا يلزمه الاقتراض للحج في هذه الحالة أو غيرها، ولو كان يظن قدرته على وفاء قروضه هذه بعد الحج.
ولو اقترض وحج وكان قادراً على الوفاء قُبل منه حجه وأثيب عليه إن شاء الله تعالى، إلا أن على المسلم بادئ ذي بدء أن لا يتوسع في شراء الكماليات ويقترض لها قبل أن يستوفي ضرورياته وديون الله تعالى عليه، ومنها الحج. والله أعلم.
[١٩/ ١٣١ / ٥٩٤٨]
[حج من عليه ديون طويلة السداد]
١٠٢٦ - عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من السيد / سامي، ونصُّه:
أودُّ أن أسأل عن حكم الحج بالنسبة إلي؛ حيث إنني أرغب في الحج -بإذن الله- هذا العام، وعندي أقساط السيارة وملتزم بسدادها دائماً وفي المواعيد المحددة؛ فهل من عائق شرعي يمنعني من الحج؟