ولقد دلّت السنة على فضل سعي المرأة لتعلم أحكام دينها؛ من ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي -صلى الله عليه وسلم-: «غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فواعدهن يوماً لَقِيَهُن، فيه فوعظهن وأمرهن»[أخرجه البخاري]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت:«نعم النساء؛ نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين»[أخرجه مسلم].
وعليه؛ فيجوز للنساء الخروج من منازلهن لتلقي العلم الشرعي في المدارس، وأن يتولى الرجال تعليمهن، إذا لم تتوفر المعلمات من النساء، هذا مع التزام اللباس الشرعي عند الخروج من المنزل، واستئذان الزوج أو الولي، وعدم الخلوة مع المعلم أو غيره من الرجال الأجانب. والله أعلم.
[١٠/ ٤١٥ / ٣١٤٣]
[منع البنت من الذهاب للمدرسة]
٣٠١٤ - عرض على الهيئة الاستفتاء المقدَّم من السيدة / هلا، ونصُّه:
لقد منعني والدي من الذهاب إلى المدرسة؛ لأنني طلبت منه تأجيل لبس الحجاب إلى أن أتخرّج من الثانوية، فرفض؛ فهل يحق له ذلك؟
[أجابت الهيئة بما يلي]
لا يجوز للأب منع ابنته من الذهاب للمدرسة، إذا لم يكن في ذهابها إليها منكر، وأمّا مع المنكر؛ وهو تركها للحجاب إذا كانت بالغة أو مراهقة؛ فله منعها من الذهاب للمدرسة بسببه، ولكن الأولى به أن يقنعها بوجوب الحجاب،