للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه،» رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه (١)، ولكن إذا ترتب على إعلان الصدقات مصلحة كتشجيع الغير على التبرع، فيكون في هذه الحالة أفضل؛ لحديث جرير بن عبد الله قال: «كنا في صدر النهار عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء قوم عراة مجتابي النِّمار متقلِّدِي السيوف، عامّتهم بل كلهم من مضر، فتمعّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رأى منهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام ثم صلى ثم خطب فقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخر الآية: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: ١]، والآية الأخرى التي في آخر الحشر: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: ١٨]. تصدق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه من صاع برِّه، من صاع تمره؛ حتى قال: ولو بشق تمرة، فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عَجَزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتهلّلُ كأنه مَذْهبةٌ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سنّ في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده؛ من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده؛ من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»». رواه مسلم (٢).

ولكن إن أبدى المتبرع رغبته في عدم نشر اسمه لغرض خاص به؛ فإنه يجب الالتزام برغبته، فلا يُذكر اسمُه، وتقترح اللجنة أن توضع ملاحظة في الإيصالات مفادها أن الهيئة تنشر أسماء المتبرِّعين تشجيعاً لغيرهم، ما لم يصرِّح لها المتبرع برغبته في عدم نشر اسمه. والله أعلم.

[٥/ ١٠٧ / ١٤٥٤]


(١) البخاري (رقم ١٤٢٣)، ومسلم (رقم ١٠٣١).
(٢) رقم (١٠١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>