فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح الله علي من محامده، وحُسْن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يُقال: يا محمد ارفع رأسك، سَلْ تُعْطَه، واشْفَع تُشَفَّع» أخرجه البخاري في صحيحيهما.
والأولى بالمسلم أن يتحرّى ويقتفي آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- في أدعيته وأذكاره، فإن الدعاء من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على السُّنَّة والاتّباع، لذى فمن أراد شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فليسألها من الله تعالى وليقل: اللهم شفِّع فيَّ نبيَّك، أو اللهم ارزقني شفاعة نبيِّك، أو يا رب اجعلني ممن تشفَّع فيهم نبيُّك، وليُتْبع سؤاله الشفاعة من الله تعالى، بالعمل الموجب لها، والمقتضى تحقيقها، من الإخلاص لله تعالى في العبادة، والاجتهاد في أداء ما فرض الله عليه، وسؤال الله الوسيلة والفضيلة لنبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبخاصّة عقب الأذان للصلوات المفروضة.
وأما إطراء النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بمدحه، والثناء عليه بأحسن ما فيه، وبما خصّه الله تعالى من كرامة بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين من الشفاعة العظمى، وغيرها من أنواع الشفاعات يوم القيامة، من غير أن يكون في ذلك غُلُوٌّ، فهذا مما لا بأس به بإذن الله تعالى، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.