الحمد للّه والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ أما بعد:
لقد استلمنا حديثاً إدارة شركة مقاولات قائمة منذ سنوات عديدة، ولقد كانت الشركة تتعامل من خلال البنوك التجارية؛ لذلك فقد كنا نتعامل مع البنوك بشكل واسع.
ولأن هذه البنوك تتعامل بمعاملات ربوية، لذلك توجهنا إلى البنك الإسلامي، ولما كان عملنا يتعلّق بالمقاولات فإن هذا الأمر يتطلب عدداً كبيراً من الكفالات المصرفية، كما يتطلب تسهيلات مرابحة لشراء مواد ومعدّات، وهذه المصروفات يتم تحصيلها أثناء تنفيذ العمل مما يضمن تسديد مبالغ المرابحة للمصرف.
عند اتصالنا مع البنك الإسلامي قدَّم لنا مشكوراً قَدْراً محدوداً من التسهيلات من كفالات ومرابحة، ولكن هذه التسهيلات لا تغطِّي إلاّ جزءاً يسيراً من احتياجاتنا، وقد ذكر لنا المسؤولون في البنك أكثر من مرة أنهم لا يرغبون في التوسع في هذا النشاط لعدة أسباب:
منها أنهم لا يربحون من الكفالات التي يقدمونها مثل باقي البنوك، ومنها أنهم يفضلون التعامل مع الشركات التجارية؛ لأنها أوضح في التعامل بالنسبة لهم، مع العلم أننا لم نتأخر عن سداد أية مبالغ مستحقَّة علينا، بالإضافة إلى أننا نقدم لهم دراسة مالية تفصيلية عن المشروع قبل وقت كافٍ لدراسته والتأكد من جدواه قبل تزويدنا بالكفالات والتسهيلات اللازمة، هذا وإن عدم حصولنا على التسهيلات اللازمة من البنك الإسلامي كانت سبباً في إضاعة عقود المشاريع التي كنا نعتقد أنها جيّدة، ولكن قَدَّر الله وما شاء فعل، في نفس الوقت فإن البنوك الأخرى على استعداد لتقديم كل ما نطلب مقابل أشياء لا تزيد عما نقدمه إلى البنك الإسلامي.