والعجب ممن يدعي أن تعليمات الإسلام تتعارض مع العقل، بينما نرى القرآن الكريم يدعو الناس جميعهم إلى استعمال عقولهم للوصول إلى الحق في آيات كثيرة منها قوله تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: ٢٤].
ولم يكن الإسلام يوماً داعياً على التفرق بل دعا الناس جميعهم إلى التعارف بينهم، فقال سبحانه:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: ١٣].
كما دعا المسلمين إلى أن يُبَرُّوا بأصحاب الديانات الأخرى، ويقسطوا إليهم، فقال سبحانه:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة: ٨].
أما الجهاد في سبيل الله؛ فهو سنة النبيين عليهم الصلاة والسلام لرد الظلم ونشر العدل، وقصة داود -عليه السلام- مع العمالقة في فلسطين أشهر من أن ينكرها مدع أو جاحد، وهل كان الجهاد في الإسلام يوماً غير ذاك؟!
وإن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت إذ تذكّر المسلمين والعالم كافة بمآثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لَتَهِيبُ بالمسلمين وغير المسلمين، أن يتقوا الله تعالى عند ذكرهم للأنبياء والمرسلين، الذين أرسلهم الله تعالى للإنسانية لهدايتها وإرشادها إلى الطريق الصحيح في دينها ودنياها، فيتأدبوا معهم، ولا يذكروهم إلا مع الإجلال والاحترام اللائقَيْن بهم، توفية للحقيقة، والتزاماً بالأخلاق الفاضلة التي يجب أن يتحلى بها كل عاقل، كما تهيب بالمنحرفين والضالين والجاهلين بمقامات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة