للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- كما أنه لا بأس مع ذلك من استعمال الرقية الشرعية، وتكون بقراءة القرآن الكريم، وبالأدعية المأثورة، والأَوْلى أن يَرقِي الإنسان نفسه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرقي نفسه، ويجوز أن يرقيه غيره من أهل العلم والصلاح والتقوى، إذ لا بأس من أن يَلجأ إلى هؤلاء فيطلب منهم الدعاء له، وقراءة القرآن عليه، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: ٨٢]. إلا أن ذلك لا يعني بحال أن يمتهن أناس -مهما بلغوا من العلم والصلاح- القراءة على المرضى، والرقية لهم بوسائل كالماء والزيت وغير ذلك مقابل أجر يتقاضونه منهم، فإن ذلك ممنوع شرعاً؛ لما يؤدي إليه من مفاسد لا تخفى على القاصي والداني، ومَن تَورَّط في مثل هذه الأمور؛ فعليه أن يبتعد عن هذا الأمر، ويقلع عنه، ويستبدل به الوعظ والإرشاد وتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم.

- كما تهيب الوزارة بالسحرة والمشعوذين الذين يدعون القدرة على السحر أن يتقوا الله تعالى في دينهم وعقيدتهم ودين وعقيدة ضحاياهم الذين يستشيرونهم ويرجعون إليهم، وأن يتوبوا إلى الله تعالى ويتجهوا في تحصيل رزقهم إلى مهن أخرى تحفظ عليهم دينهم وأخلاقهم، كما تهيب بالجهات المسؤولة أن يبذلوا كل الجهد لمنع هذه الظواهر التي باتت تُعكِّر صفاء مجتمعنا المسلم.

- كما تَهيب بالصحافة وسائر وسائل الإعلام الأخرى الواعية المخلصة أن تتعامل مع هذه المشكلة بالحكمة دون إثارة أو نشر ما يروج لهذه الظاهرة المؤسفة أو يزكيها أو يغري الناس بها، لما لوسائل الإعلام من تأثير بالغ في نفوس الناس.

والله من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين،،،

[١٥/ ٣١ / ٤٥٧٨]

<<  <  ج: ص:  >  >>