للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمقيمين ما يتعلق بالظروف الطارئة الحالية، وتساؤلات الناس عن الحرب المحتملة على النظام العراقي، وما يترتب على ذلك من أمور، وذلك حفظاً لأمن دولة الكويت، وحرصاً على اطمئنان الناس، وعدم إثارة الهلع والفزع والخوف.

وتُبيِّن الوزارة أن للحروب مفاسدها الكثيرة، مِن سفْكِ الدماء، وتدمير الاقتصاد، وحصد الأبرياء، وتخليف الكثير من الضحايا والمعوقين والأرامل والأيتام، إلى غير ذلك من صور تعصر القلوب بالهم والأسى والمعاناة على مر التاريخ، ولهذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تتمنوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا» متفق عليه (١)، وعليه فلا تشرع إلا للضرورة.

وتبيّن الوزارة أن من واجب ولي الأمر في الكويت شرعاً -في كل الأحوال لا سيما وهي تتعرض للتهديدات- أن يحفظ استقلالها وسيادتها وأمن مواطنيها والمقيمين فيها، بما يستطيع من قوة، ليصدَّ عنها الأذى، ويبعد عنها الظلم، وهي التي مرت بظروف الاحتلال وما نتج عنه من قتل للنفوس وهتك للأعراض ونهب وسلب.

كما تُبيِّن أن التزام الكويت بالمعاهدات المبرمة بينها وبين غيرها من الدول بقصد تحقيق الأمن للناس في دينهم وأموالهم وأعراضهم وبلادهم، هو التزام شرعي يجب الوفاء به، لقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٤].

وتوجه الوزارة الإخوة المواطنين والمقيمين في ظل هذه الظروف إلى أن يكونوا يداً واحدة، وصفاً متلاحماً، لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا


(١) البخاري (رقم ٢٩٦٦)، ومسلم (رقم ١٧٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>