للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ... » متفق عليه (١)، ومعناه: «لتنافسوا حتى يجروا القرعة للفوز عليه».

بل لقد تمنى عمر رضي الله تعالى عنه أن يكون هو المؤذن للصلاة، وقال: «لولا الخلافة لأذّنت» (٢).

٤ - أنه يفوت على الناس سنة مأثورة مشهورة، وهي أن يقيم للصلاة من أذن لها، كما روي في الحديث: «من أذن فهو يقيم» (٣)، وهو حديث فيه ضعف، لكن عليه يحيل الفقهاء، وقد روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذَّن في سفر بنفسه وأقام وصلّى الظهر (٤).

٥ - أن المأثور في أذان الجمعة أن يكون ابتداؤه حين يجلس الإمام على المنبر، فلو أريد تطبيق هذا النظام بصورة شاملة لما تأتّى ضبط تلك اللحظة في كل المساجد، فقد يتأخر الإمام في جلوسه وقد يتقدم، والسنة أن يؤذن بين يدي الخطيب، ولا يقوم الجهاز مقامه بين يديه.

٦ - هناك فرق واضح بين أن يسمع المصلون الأذان من مؤذن من بينهم يرونه وهو يردد كلمات الأذان ويضفي عليها من نفسه وروحه، وبين أن يسمعوا الأذان من جهاز آلي. لا حركة فيه ولا حياة، وذلك كالفرق بين الحي والميت.

٧ - إن ربط هذه الشعيرة العظيمة المشروعة للصلاة وكأنها بنفسها هي صلاة بهذه الأجهزة فيه تعريضها للاضطراب والفوضى كلما لحق


(١) البخاري (رقم ٦١٥)، مسلم (رقم ٤٣٧).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) الترمذي (رقم ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>