للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة» رواه البخاري (١)، وهذه الرواية ليست نصاً في تحديد ركعات صلاة التراويح؛ لأنه ثبت في رواية أخرى (٢): «أنه كان يصلي في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة»؛ فوجب أن يحمل كلام عائشة رضي الله عنها على الأغلب، جمعاً بين الأحاديث، وعليه فلا حرج في الزيادة على ذلك، وهو ما فعله عمر رضي الله عنه حين جمع المسلمين في صلاة التراويح على إمام واحد يصلي بهم عشرين ركعة، ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة، وهو ما اعتبره جمهور الفقهاء سنة مؤكدة، عدا الإمام مالك رضي الله عنه.

ويرى بعض العلماء أن المسنون إحدى عشرة ركعة بالوتر، والباقي مستحب.

وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: «والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل، وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك، ولا يكره شيء من ذلك، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره». قال: «ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ».

وتنبه اللجنة عامة المسلمين إلى أن قيام الليل سنة مؤكدة، ولا يجوز أن يصل بهم الاختلاف فيها إلى أمر محرم من اتهام بعضهم بعضاً بالبدعة والتنابذ والتخاصم، فإن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل.


(١) رقم (٢٠١٣).
(٢) البخاري (رقم ١١٣٨)، ومسلم (رقم ٧٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>