للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بنته أخته، ولا أخته عمتَه، وإنما هو أجنبي عن الجميع.

ب- أسباب تحريم التبني:

١ - التبني كذب لا حقيقة له؛ لذلك قال الله تعالى: {ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ} [الأحزاب ٤]؛ أي: قول لا حقيقة له في الوجود.

٢ - إن التبني يؤخذ في كثير من الأحيان وسيلة للكيد والإضرار بالأقارب؛ فيتخذ الرجل له ابناً تبناه حتى يرث ماله، ويَحرِم بذلك إخوته أو غيرهم أصحابَ الحق في الميراث عند الله، فكان من المعقول إهدارُه حتى لا يُتخذَ ذريعة إلى إفساد الأسرة وإثارة الأحقاد والضغائن في صفوفها، وحرمان ذوي الحقوق من الوصول إلى حقوقهم بسبب هذا النسب الزائف القائم على الكذب والتزوير.

٣ - يؤدي التبني إلى تحليل الحرام وتحريم الحلال؛ إذ يصبح هذا الدخيل فرداً من أفراد الأسرة في الظاهر ومَحْرَماً لنساء أجنبيات عنه؛ فيرى منهن ما لا يحل له، ويحرم عليه الزواج بإحداهن، وهُنَّ حلال له في الواقع.

ج- إبطال التبني:

لما كان التبني له هذا الأثر الخطير فقد أبطله الإسلام وحرمه تحريماً باتًّا، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: ٤ - ٥].

وكذلك ألغى الإسلام آثار التبني كلَّها سواء في الإرث أو في غيره.

د - انتساب الولد إلى غير أبيه:

كما حرم الإسلام على الأب أن ينكر نسب ولده بغير حق حرّم على الولد

<<  <  ج: ص:  >  >>