للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المرتبة الثانية: المفتي المجتهد المُطْلَق المنتسب إلى مذهب إمامٍ:

وهو المفتي الذي ينتسب إلى مذهب إمامٍ من الأئمّة المجتهدين، إلَّا أنَّه لا يكون مقلِّداً له في أحكام المذهب ولا في دليله؛ ولكن يطلب معرفة الأحكام بطريق إمامه، ويسلك مسلكه في طريقة الاجتهاد (١). ويُلقَّب بـ: «مجتهد التخريج» (٢).

فالمفتي هنا وإن كان يتبع إمامَ مذهبِه من حيث الأصول التي يبني عليها استدلاله واستنباطه، إلّا أنه يستقلُّ عنه فيما يؤدّيه إليه اجتهاده في الأحكام التفصيليّة والفروع الفقهيّة؛ لما له من القدرة على التخريج والاستنباط، وإلحاق الفروع بالأصول التي قرّرها إمامه (٣).

قال السيوطيُّ رحمه الله: «وأما المجتهد المُطْلَق غير المستقلِّ؛ فهو الذي وُجِدَت فيه شروط الاجتهاد التي اتَّصف بها المجتهد المستقلّ، ثمّ لم يبتكر لنفسه قواعد، بل سلك طريقة إمامٍ من أئمّة المذاهب في الاجتهاد، فهذا مُطْلَقٌ منتسبٌ لا مستقلٌ ولا مقيَّدٌ» (٤).

المرتبة الثالثة: المفتي المُقيَّد في مذهب من انتسب إليه:

وهو الفقيه المجتهد الذي أتقن مذهب إمامه، واستقلَّ بتقريره بالدليل،


(١) انظر: «المجموع» للنووي (١/ ٤٣)، «صفة الفتوى والمفتي والمستفتي» (ص ١٧)، «إعلام الموقّعين» (٤/ ٢٣٢)، «تهذيب الفروق» (٢/ ١١٧).
(٢) انظر: «الردّ على من أخلد إلى الأرض» (ص ٤١).
(٣) انظر: «الاجتهاد ومدى حاجتنا إليه في هذا العصر» (ص ٣٥٧ - ٣٥٨)، «منهجيّة الفتوى في المدرسة المالكية الأندلسية» لدريد الزواوي (ص ٣٥).
(٤) «الردّ على من أخلد إلى الأرض» (ص ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>