للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وحفظ فتاويه وأقواله، إلّا أنّه لا يتعدَّى ما قرَّره إمامُه من أصول وقواعد، مع قدرته على التحرير والتقرير والترجيح بينها، إلّا أنّه ليس له مَلَكَة الاستنباط من أصول إمامه أو التخريج على أقواله (١). ويُلقب بـ: «مجتهد التَّرجيح» (٢).

يقول ابن حمدان رحمه الله: «الحالة الثالثة: أن لا يبلغ رُتبة أئمّة المذاهب أصحاب الوجوه والطُّرُق، غير أنّه فقيه النفس، حافظ لمذهب إمامه، عارف بأدلّته، قائم بتقريره ونصرته؛ يُصوِّر، ويُجوِّز، ويُمهِّد، ويُقرِّر، ويُزيِّف، ويُرجِّح، لكنّه قَصُر عن درجة أولئك، إمّا لكونه لم يبلغ في حفظ المذهب مبلغهم، وإمّا لكونه غير متبحِّر في أصول الفقه ونحوه، على أنّه لا يخلو مثله في ضمن ما يحفظه من الفقه ويعرفه من أدلّته عن أطراف من قواعد أصول الفقه ونحوه، وإمّا لكونه مقصِّراً في غير ذلك من العلوم التي هي أدوات للاجتهاد الحاصل لأصحاب الوجوه والطُّرُق» (٣).

المرتبة الرابعة: المفتي الذي تفقَّه في مذهب إمامه:

وهو الذي حفظ فتاوى مذهب إمامه وفروعه، مع فهمه لها ولضوابطها وتخريجات أصحابه، وقدرته على الرجوع إلى مصادره، إلّا أنّه ليس له مَلَكَة في تقرير أدلّة المذهب، وتحرير أقيسته، فهو يُقلِّد إمامه تقليداً محضاً من جميع الوجوه (٤). ويُلقَّب بـ: «مجتهد الفتيا (٥)».


(١) انظر: «المجموع» (١/ ٤٤)، «إعلام الموقّعين» (٤/ ٢٣٣)، «تهذيب الفروق» (٢/ ١١٨).
(٢) انظر: «الردّ على من أخلد إلى الأرض» (ص ٤١).
(٣) «صفة الفتوى والمفتي والمستفتي» (ص ٢٢).
(٤) انظر: «أدب المفتي والمستفتي» (ص ٣٦)، «إعلام الموقّعين» (٤/ ٢٣٤).
(٥) انظر: «الرد على من أخلد إلى الأرض» (ص ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>