للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكاية سد الذرائع:

كان اسمه «شاوول»، وكان يهودياً فريسياً من أهل العلم عند اليهود، حارب المسيحية والمسيحيين وعذبهم حتى الموت -حسب اعترافه-؛ فلم يفلح في إيقاف انتشار المسيحية، ثم أتى بدعوى ظهور المسيح له وهو مسافر إلى دمشق، وتحول إلى المسيحية، تغير اسمه إلى «بول» أو «بولص» كما في المسيحية العربية التي انتقلت معظم الأسماء من المسيحية اليونانية، وبعد مناظرات مع تلميذ المسيح وحوارييه اضطر للاعتراف به «رسولاً» ليخرجوا من مأزق الرسل الاثني عشر الذين أوصى بهم المسيح، وكانوا موجودين في ذلك الوقت، فقد أسموه «رسول الأمم»؛ لأنه الرسول الوحيد الذي لم يلتق المسيح -عليه السلام- أصلاً، ولأنه مكان رقم ثلاثة عشر، وبولس هذا كان وراء ثلاثة تغييرات أساسية في المسيحية باجتهاده، أولها السماح بعدم «الختان» رغم أن الختان منصوص عليه في العهد القديم، وفي سفر: «التكوين»، وأول المختتنين كان الصبي إسماعيل عليه السلام، وثانيهما كان إبراهيم عليه السلام، وهو أبو الثمانين حولاً، وكذلك كان المسيح مختتناً.

ثم اجتهد بالسماح بأكل الخنزير الذي لم يأكله المسيح في حياته؛ وذلك لتحريم التوراة له.

وكانت فتواه بأحقية النساك والرهبان في تسلم الهبات والعطايا من الناس بحجة انشغالهم بالأمور الإلهية، وكانت فتواه هذه هي القاعدة التي قامت عليها المؤسسة الكنسية المالية، ووصلت إلى ما وصلت إليه من جبروت وتسلط.

وهكذا فإن الإفتاء والاجتهاد في مراحل المسيحية المبكرة كان له الأثر الأكبر في وضع قواعد مخالفة للأصل، بنيت عليها قواعد أكثر مخالفة، وأكثر ابتعاداً عن الأصل، ولعل السبب الرئيس لذلك هو عدم وجود نص مكتوب للمسيحية

<<  <  ج: ص:  >  >>