والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين القائل في سنته المطهرة:«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه (١)، وعلى آله الأخيار وأصحابه الأبرار ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ففي خضم المعركة الكلامية التي شهدتها وتشهدها الساحة الصحفية في الأيام القليلة السابقة، والتي كادت حدودها تقترب من النيل من مقام سيد الدنيا والآخرة رسول رب العالمين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كان لابد لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أن تُذَكّر الجميع بأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقاماً ينبغي أن يصان عن النيل منه، أو العبث به، أو الدنو منه بغير أدب يناسبه، فإن محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- بشر اختاره الله تعالى من خيارهم، ليكون رسول الله إليهم، يهديهم ويبشِّر بالجنة من آمن بالله واتبع هداه واتقاه وتأدب بأدب القرآن الكريم، ويُنذِرُ بالنار من كَفَرَ بالله وعصاه وأعرض عن أدب القرآن الكريم، قال تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}[البقرة: ١١٩].
وجعل الله تعالى للحديث مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحديث عنه آداباً خاصة ليست لغيره من الناس، تناسب مقامه العالي ومهمته الكبرى، مَن تجاهلها عصى الله تعالى معصية عظيمة وانحرف عن جادة الصواب، قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: ٢ - ٣]، وقال جل من قائل: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ
(١) أحمد (رقم ٢٥٤٦)، الترمذي (رقم ٣١٤٨)، وابن ماجه (رقم ٤٣٠٨)، وهو في مسلم (رقم ٢٢٧٨) بدون لفظه: «ولا فخر».