للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه فقد كان النجاح حليف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العهدين، ولم يكن منه قصور عن بلوغ الغاية فيهما، على خلاف ما ظنه بعض الناس، وهو ما دعا لجنة الفتوى بالوزارة إلى وصف من أسند للنبي -صلى الله عليه وسلم- الفشل بسوء الأدب والجهل بالسيرة.

ولا يجوز أن يغيب عن بال كل مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسدد بالوحي من السماء في كل أمور الدعوة وأحوالها فلا يقر على خطأ؛ لقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٤]، وأن أي اتهام لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أفعاله وأقواله مما هو من أمور الدعوة هو اتهام لوحي السماء.

ولا نظن أن مسلماً ما سيجرؤ بعد هذا البيان على النيل من مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يكون من المستهترين.

ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعد أن قامت بواجبها في بيان ما تقدم، تسأل الله تعالى لكل من زلت به قدمه، أو اشتط به قلمه الهداية والرشاد والتوفيق إلى التوبة النصوح، وهي إذ تُذكِّر الناس جميعاً بمقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأدب الكتابة عنه، والتحدث في سيرته، تذكرهم أيضاً بمقام العلماء ووجوب تكريمهم والتأدب معهم وتوقيرهم لقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: ١١]، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «العلماء ورثة الأنبياء» أخرجه أبو داود والترمذي (١)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه» أخرجه الإمام أحمد والحاكم (٢).

والوزارة تحتفظ بحقها في صون علمائها ومقاضاة من تطاول عليهم أو


(١) أبو داود (رقم ٣٦٤١)، والترمذي (رقم ٢٦٨٢)، وهو في صحيح البخاري مُعَلَّقاً بعد حديث (رقم ٦٧).
(٢) أحمد (رقم ٢٢٧٥٥)، والحاكم (رقم ٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>