الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه ورسل الله تعالى أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله تعالى في محكم آياته، يحكي حال نبي الإنسانية محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-:
والإسلام الذي أرسل به محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- جعل الإيمان بالرسل جميعاً وتكريمهم وعدم المساس بهم أساساً من أسس العقيدة، قال الله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة: ١٣٦].
هذه هي المثل العليا التي دعا إليها رسول الإنسانية كلها على مر الدهور والأيام، سيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واحتمل في سبيلها الآلام والمتاعب، كما تحمل نحواً منها معه في طريق الدعوة إلى هذه المثل العليا نفر من أصحابه رضي الله عنهم الذين آمنوا معه وحملوا معه لواء الحق، وكل ذلك بصبر ومصابرة