وهمة عالية لا تشوبها مصلحة شخصية، ولا منافع وقتية، إلا الدعوة إلى الحق، وتخليص الإنسانية مما كانت فيه، من تخلف عقدي وخُلُقي وفكري، حتى استجابت له الأمم بآذان صاغية، وقلوب متفتحة، ودخلت في دين الله تعالى أفواجاً، دون إجبار أو إعنات أو تهديد، مستهدياً بقوله سبحانه:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}[البقرة: ٢٥٦]، وقوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[النحل: ١٢٥].
ولما انتشر نور الله تعالى في الأرض، ودان لدولة الإسلام الأمم والشعوب، حَنَقَ كثير من ضيقي الأفق الذين ضاعت مصالحهم الشخصية، وبارت تجاراتهم الزائفة، في خضم الركب الإسلامي العارم، والنهضة الحضارية الباهرة، فكادوا للإسلام والمسلمين، وغزوهم وحاربوهم، فما كان للمسلمين بد من رد الأذى عن أنفسهم والدفاع عن حضارتهم، ورد الاعتداء عليهم.
وكأن الزمن يعيد نفسه، حيث قامت فئة ضالة تائهة عن الصواب، في الدانمرك والنرويج، بتصوير نبي الرحمة والحضارة محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- بصورة زائفة تافهة حاقدة، -كما نشر في صحيفة gyllands-posten الدانمركية، في الأول من أكتوبر سنة ٢٠٠٥ م- لا يقبلها أحد على أدنى الناس، فكيف يمكن أن يقبلها المسلمون على سيد الناس وإمام المرسلين ورسول رب العالمين، الذي بشرت به التوراة والإنجيل، وانتظره العالم على فترة من الرسل، وما نظن إلا أن العالم كله، والمنصفين منهم بخاصة، يستنكرون معنا هذا العمل الشائن، الذي يتنافى مع الحضارة واحترام المقدسات والأديان السماوية.
وإن هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت تستنكر هذا الفعل الشائن، وتهيب بشعوب العالم الإسلامي أجمع، أن يهبوا للدفاع عن مثُلهم ومقدساتهم، ويعلنوا استنكارهم لهذه الصور الماجنة الجبانة،