وأما الاستقبال في الرفع؛ فلم أقف فيه على حديث؛ إلا في تكبيرة الافتتاح، وهو ضعيف.
أخرجه الطبراني في «الأوسط» عن ابن عمر رفعه: «إذا استفتح أحدكم؛ فليرفع يديه، وليستقبل بباطنها القبلة؛ فإن الله أمامه».
قال الهيثمي «٢/ ١٠٢»: «وفيه عمير بن عمران، وهو ضعيف». وقد ذكره البيهقي «٢/ ٢٧»؛ فقال:«وقد روي في حديثٍ ... » فذكره. ثم قال:«إلا أنه ضعيف؛ فضربت عليه».
فلعل ابن القيم قَوِيَ ذلك عنده بطريق القياس على الاستقبال في التشهد وغيره.
والله أعلم.
[أصل صفة الصلاة (١/ ٢٠٠)]
[موضع رفع اليدين]
قال الإمام في تلخيص الصفة فقرة ٣٥:
ويجعل كفيه حذو منكبيه، وأحيانا يبالغ في رفعهما حتى يحاذي بهما أطراف أذنيه.
وقال في أصل الصفة:
وكان يجعلهما حذو مَنْكِبَيْهِ، وربما رفعهما حتى يُحاذي بهما [فروع] أذنيه.
وفي هذه الأحاديث: أن الرفع يكون حذو المنكبين، والمراد أن تحاذي راحتاه منكبيه. وبه قال عمر بن الخطاب وابنه وأبو هريرة - كما ذكره البيهقي -، وهو قول الشافعي في «الأم» - وقد ذكرنا نص كلامه فيما سبق «ص ١٩٦» -، وإليه ذهب