[أفضل كيفيات الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -]
قال الحافظ في «الفتح»«١١/ ١٣٩»: «واستُدل بتعليمه - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه الكيفية - بعد سؤالهم عنها - بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه؛ لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل، ويترتب على ذلك: لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة؛ فطريق البرِّ أن يأتي بذلك. هكذا صوبه النووي في «الروضة». ثم قال الحافظ:«والذي يرشد إليه الدليل أن البر يحصل بما في حديث أبي هريرة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا؛ فليقل: اللهم صل على محمد النبي. .. » إلخ».
قلت: لكن هذا الحديث ضعيف؛ لا يجوز أن يحتج به - كما بينا فيما سبق [ص ٩٢٨]-؛ فالحق ما استصوبه النووي إن شاء الله تعالى؛ ولذلك قال تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي في «طبقات الشافعية»«١/ ٩٦»: «سمعت أبي رحمه الله يقول: أحسن ما صُلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الكيفية، ومن أتى بها؛ فقد صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيقين، وكان له الجزاء الوارد في حديث الصلاة بيقين، وكل من جاء بلفظ غيرها؛ فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك؛ لأنهم قالوا: كيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا: . .. كذا. فجعل الصلاةَ عليه منهم هي قولَ كذا.
قال: وإذا قالها العبد؛ فقد سأل الله تعالى أن يصلي على محمد - صلى الله عليه وسلم - كما صلى على إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله، ثم إذا قالها عبد آخر؛ فقد طلب صلاة أخرى