ثم يروي تحت هذا العنوان حديثاً بإسناده عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: سهل بن سعد صحابي من الأنصار المعروفين المشهورين، أبو حازم تابعي عن هذا التابعي تلقاه الإمام مالك، هذا سند يعني عالي جداً، مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:«كانوا يُؤْمَرون بوضع اليمنى على اليسرى، ينسب ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -» يعني: يرفعه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، هذا كلام الإمام مالك في الموطأ وروايته.
ومن طريق الإمام مالك تلقَّاه الإمام البخاري وروى هذا الحديث في صحيحه، أظن من طريق شيخه عبد الله بن يوسف عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد نفس الحديث أورده الإمام البخاري في صحيحه.
نحن نستفيد من هذا الكلام أنهم خالفوا مرتين، أولاً: خالفوا الإمام الذي ينتمون إليه وهو الإمام مالك. ثانياً:
خالفوا الإمام الأعظم وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه صَحَّ وضع اليمنى على اليسرى من عدة أحاديث، منها: هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري من طريق مالك ومالك أودعه في كتابه المسمى «بالموطأ».
فإذا هؤلاء الذين يُرْسِلون يُسبلون ويرسلون أيديهم ولا يقبضون، خالفوا السنة من جهة وخالفوا الإمام الذي ينتمون إليه من جهة أخرى.
(الهدى والنور / ١٧٦/ ٥٤: ١٢: ٠٠)
[السنة في وضع اليدين حال القيام في الصلاة أن يكون على الصدر]
عن سهل بن سعد، قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. رواه البخاري.
قال الألباني: ومثله حديث وائل بن حجر: كان يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ على الساعد، رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح، وهذه الكيفية