للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التسميع بعد الرفع من الركوع للمأموم]

الشيخ: انتبهت وأنا أصلي بكما، كأنك لما ترفع رأسك من الركوع وراء الإمام تقول: ربنا ولك الحمد، أي: لا تقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. انتباهي هذا صحيح؟ !

مداخلة: نعم نعم.

الشيخ: من المعلوم لدى جميع المصلين من طلبة العلم أمثالنا جميعاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: «سمع الله لمن حمده» فإذا استقام أو استقر قائماً قال: «ربنا ولك الحمد» وهذا يعني كما يقول بعض الفقهاء أن هناك وِرْدَين وِرْد الانتقال من الركوع إلى القيام، وورد القيام. ورد الانتقال من الركوع إلى القيام فها أنا راكع فحينما أريد أن أرفع رأسي من الركوع لا أقول: «ربنا ولك الحمد». ولا -أيضاً- أقول هكذا: «ربنا ولك الحمد». وإنما أقول: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد».

هذا واضح ومعروف ومتفق عليه -فيما أعلم- بين العلماء فيما يتعلق بالإمام والمنفرد.

وهناك خلاف فيما يتعلق بالمقتدي، هل يقول المقتدي: سمع الله لمن حمده أو لا يقول: قولان: القول المعروف عند الحنفية وأمثالهم أن المقتدي لا يقول: سمع الله لمن حمده، خلافاً للشافعية فهو يجمع بينهما، والذي نراه والله أعلم أن قول الشافعية في هذه المسألة أصح؛ لسببين اثنين:

السبب الأول: أن السنة كما ذكرنا آنفاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هناك وِرْدَين: وِرْد الانتقال من الركوع إلى القيام، وورد القيام.

والسبب الثاني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال كما هو معلوم لدى الجميع: «صلوا كما رأيتموني أصلي» فإذاً نحن ينبغي أن نصلي مثل صلاته، سواءً كنا إماماً أو مقتدياً أو منفرداً، ولا ينافي هذا وذاك الحديث المعروف في الصحيح، فإذا قال الإمام: «سمع

<<  <  ج: ص:  >  >>