للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلاة الكسوف؟]

[قال الإمام بعد أن سرد أحاديث صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف وتوسع في تخريجها] ا (١)]: بدا لي أن أجمع مما صح من الأحاديث المتقدمة، وقد انحصرت طرقها، وتعينت مواطنها في كتب السنة المطهرة، خلاصة وافية نافعة في صلاته - صلى الله عليه وسلم - للكسوف، وما رأى فيها من العبر والآيات، وما خطب بعدها من النصائح والعظات؛ وأكثرها مما تقدم في تلك الأحاديث، وسائرها مما جاء في بعض طرقها المتقدمة عند بعض مخرجيها، لكن لم يسبق ذكرها هناك، فأوردتها هنا تتميماً للفائدة، وذكرت في الحاشية من أخرجها من أئمة الحديث الذين سبق ذكرهم.

وقد رأيت أن هذا الجمع والتلخيص واجب علي بعد أن يسر الله السبيل إليه؛ لما في ذك من الإعانة على معرفة هذه السنة، والعمل بها، وإحيائها بعد أن كادت أن تُنسى حتى من أن اهل العلم والصلاح، وشجعني على ذلك أنني -فيما علمت- لم أسبق إليه، فلله تعالى وحده الحمد والشكر، ومنه أرجو المزيد من التوفيق والفضل.

أولاً: كسوف الشمس وفزعه - صلى الله عليه وسلم -:

«ركب رسول الله غداة يوم مات ابنه إبراهيم عليهما السلام، وكان يوماً شديد الحر، فخسفت الشمس، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مركبه سريعاً (٢)، وذلك ضحى (٣)، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ظهراني الحجر، فخرج فزعاً، فأخطأ (٤) بدرع حتى أدرك بردائه، فخرج يجر رداءه؛ يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد حتى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه، وقال الناس: إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم (٥)!


(١) يراجع ذلك كله في الأصل. «قيده جامعه».
(٢) بيهقي.
(٣) بخاري، أبو عوانة، بيهقي.
(٤) مسلم في رواية.
(٥) نسائي، مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>