كلا، فما يكون جواب ابن عبد البر وأمثاله ممن نحا نحو قوله عن هذا الحديث؛ فهو جوابنا عن حديث فضالة.
نعم؛ إن الحديث لا يدل على ركنية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة؛ بحيث إنه يلزم من تركها بطلانُها، وإنما يدل على الوجوب فقط الذي يأثم تاركه. فتنبه لهذا. والله أعلم.
ومن أراد التوسع في هذا البحث؛ فليراجع كتاب «الجلاء» لابن القيم «٢٢٢ - ٢٤٨»؛ فإنه بحث طويل، فيه فوائد نفيسة، لا تجدها في كتاب.
وفي الحديث أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الدعاء؛ سبب لاستجابة الدعاء. وقد قال علي رضي الله عنه: كل دعاء محجوب؛ حتى يُصَلَّى على محمد وآل محمد.
رواه الطبراني في «الأوسط».
ورجاله ثقات - كما في «المجمع»«١٠/ ١٦٠» -.
وفي الباب آثار أوردها ابن القيم في فصل خاص من «الجلاء»«٢٦٠ - ٢٦١»، وقد تقدم منها أثر ابن مسعود قريباً.
[أصل صفة الصلاة (٣/ ٩٩٠)]
وجوب الاستعاذةِ من أربع قبل الدُّعاء وتعليم ذلك الصحابة
قال الإمام في تلخيص الصفة فقرة ١٧٥:
و[يجب] أن يستعيذ بالله من أربع فيقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال».
وقال في أصل الصفة:
وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إذا فرغ أحدكم من التشهد [الآخِر]؛ » فلْيستعذ بالله من أربع؛ [يقول: «اللهم إِني أعوذ بك] من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة