[قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: «من شهر سيفه ثم وضعه، فدمه هدر».
[قال الإمام]: معنى الحديث أن «من شهر» - بالتخفيف وقد يشدد - أي: سل، «سيفه، ثم وضعه» أي: في الناس يضربهم به، «فدمه هدرا» أي: لا دية ولا قصاص بقتله. وقد ترجم له بذلك الإمام النسائي بقوله:«من شهر سيفه ثم وضعه في الناس».
السلسلة الصحيحة (٥/ ٤٥٦).
[توبة القاتل]
عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس: أنه سأله سائل فقال: يا أبا العباس! هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس - كالمتعجب من شأنه -: ماذا تقول؟ ! فأعاد عليه مسألته، فقال له: ماذا تقول؟ ! مرتين أو ثلاثا. ثم قال ابن عباس: أنى له التوبة؟ ! سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول:«يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله بيده الأخرى، تشخب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لرب العالمين: هذا قتلني. فيقول الله للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار».
وقول ابن عباس:«وأنى له التوبة» مشهور عنه من طرق، والجمهور على خلافه، وقد صح عن ابن عباس ما يدل على تراجعه عنه إلى قول الجمهور، وقد شرحت ذلك تحت الحديث الآتي برقم «٢٧٩٩» ص «٧١١».