[هل الحج من سبيل الله الذي تصرف فيه الزكاة؟ وهل المستشفيات الخيرية ومراكز الدعوة كذلك؟]
[قال الإمام في تعقباته على الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة]:
قوله تحت عنوان: وفي سبيل الله: «والحج ليس من سبيل الله التي تصرف فيها الزكاة».
قلت: بلى هو من سبيل الله بنص حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد قال ابن عباس رضي الله عنه:
أراد رسول الله الحج فقالت امرأة لزوجها: أحجني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما عندي ما أحجك عليه قالت: أحجني على جملك فلان قال: ذاك حبيس في سبيل الله عز وجل فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله لأنها سألتني الحج معك قالت: أحجني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ... فقالت: أحجني على جملك فلان فقلت: ذاك حبيس في سبيل
الله فقال - صلى الله عليه وسلم -:
«أما إنك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله» الحديث.
أخرجه أبو داود بسند حسن والطبراني في «الكبير» والحاكم وصححه وابن خزيمة في «صحيحه» وله شاهد من حديث أبي طلق أخرجه الدولابي في «الكنى» بسند صحيح وقواه المنذري والحافظ. ولذلك قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية المشار إليها:
«وعند الإمام أحمد والحسن وإسحاق الحج من سبيل الله للحديث».
يريد هذا وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية فقال في «الاختيارات العلمية»:
«ومن لم يحج حجة الإسلام وهو فقير أعطي ما يحج به وهو إحدى الروايتين عن أحمد».