للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضعيف حديث عبد الله بن السائب تضعيف مَوْضِعي، أعني: إنه ضعيف لذاته، ولكنَّ كثيراً من الأحاديث الضعيفة ترتقي أسانيدها من الضعف إلى الحُسْن، بل إلى الصحة بشواهد يجدها أهل العلم، وحديث عبد الله بن السائب هذا كنت ذكرت له بعض الشواهد في بعض مؤلفاتي، منها: أنه ثبت ذلك عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من فعله، وفعل الصحابي المُطَابق لحديث إسناده ضعيف يُعْطي لهذا الحديث قوة ما، لو تعرى هذا الحديث الموقوف عنه لبقي الحديث على ضعفه الذي يشهد عليه إسناده.

يضاف إلى ذلك أن هناك في بعض السنن وأظنه سنن «ابن ماجه» حديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه -أيضاً- يدل على ما دَلَّ عليه حديث عبد الله بن السائب، من شرعية الدعاء: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً .. } إلى آخره، بين الركنين، وبذلك ارتقى الحديث، حديث عبد الله بن السائب ذي السند الضعيف، فدخل في مَرْتبة الحديث الحسن لغيره، الحسن على الأقل لغيره .. هذا هو جوابنا.

(الهدى والنور /٣٨٤/ ٥٠: ٠٤: ٠٠)

[معنى شهادة الحجر على من استلمه بحق]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجر: «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق». «صحيح».

رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن» وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.

قال الألباني: [«بحق»]: الباء للملابسة، أي: متلبساً بها بحق وهو دين الإسلام، واستلامه بحق هو طاعة الله، واتباع سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ لا تعظيم الحجر نفسه، والشهادة عليه هي الشهادة على أدائه حق الله المتعلق به، وليست «على» للضرر.

(التعليق على الترغيب والترهيب ١/ ٤٩٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>