المجسمة وغير المجسمة من الصور، بل يعمهما بالتحريم أسوة بالجماهير من الصحابة ومن بعدهم من العلماء، كما تقدم نقله عن النووي، لا سيما وهو الذي فهمه أبو هريرة راوي الحديث كما تقدم ذكره هناك.
(غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام)(ص ٨٩)
[أحاديث تحريم التصوير تشمل الصور المجسمة وغير المجسمة]
«حديث الشيخين عن عائشة -أنها اشترت نمرقة «وسادة» فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقالت: يا رسول الله: أتوب إلى الله ورسوله.
ماذا أذنبت؟ فقال:«ما بال هذه النمرقة؟ » فقالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتتوسدها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم».
ثم قال:«إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة» وزاد مسلم في رواية عن عائشة قالت: فأخذته فجعلته مرفقتين، فمان يرتفق بهما في البيت، تعني أنها شقت النمرقة فجعلتها مرفقتين».
تنبيه: أورد المصنف هذا الحديث المعكر لمذهبه الذي هو إباحة الصور غير المجسمة، وهو في الحقيقة مبطل له كما سبق بيانه، أورده ليقول: إنه يعارضه جملة أمور، فذكر أربعة أشياء كله واهية، يتبين ضعفها من التعليقات السابقة إلا الأمر الأخير منها، فلا بد من حكايته وبيان ما فيه.
«أنه معارض بحديث القرام الذي كان في بيت عائشة أيضاً، وأمر الرسول بإماطته عنه ..
قال الحافظ: وقد استشكل الجمع بين هذا الحديث وبين حديث عائشة في النمرقة، فهذا يدل على أنه أقره وصلى وهو منصوب إلى أن أمر بنزعه من أجل ما