بمعنى الشمال، فلا يستطيع الإمام أن يستقبل الشمال، بِدُّو يستقبل الجنوب، فهو لو صلى بجميع أصحابه، ممكن أن يغدر به المشركون.
ولذلك: فكان يُقَسِّم الصحابة قسمين، قسم في وجه العدو، وقسم بيصلي خلفه عليه السلام، فيصلي الركعة الأولى، فينوي الصف الذي خلف الرسول المفارقة، يجلسون وبيتشهدوا وبيسلموا، ويذهبون ويأخذون مَصَافّ الجماعة التي كانت تُجَاه العدو، ثم تأتي هذه الجماعة وتقتدي مع الرسول، وهو ينتظرهم قائماً للركعة الثانية، فيسلم بهم، فتكون للرسول ركعتان، ويكون للجماعة ركعة واحدة، وهذا من معاني قوله عليه السلام:«صلاة الخوف ركعة» صلاة الخوف ركعة.
(الهدى والنور / ٥٣٣/ ١٨: ٠٣: ٠٠)
(الهدى والنور / ٥٣٣/ ١٠: ١٠: ٠٠)
[يسقط استقبال القبلة عن المحارب في صلاة الخوف والقتال الشديد]
قال الإمام: يسقط الاستقبال عن المحارب في صلاة الخوف والقتال الشديد.
(تلخيص الصفة فقرة ٢).
[وقال في أصل الصفة]:
وأما في صلاة الخوف الشديد؛ فقد سنَّ - صلى الله عليه وسلم - لأمته أن يصلوا «رجالاً؛ قياماً على أقدامهم، أو ركباناً؛ مستقبلي القبلة، أو غير مستقبليها».
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اختلطوا؛ فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس».
قال الحافظ: المعنى: أن الخوف إذا اشتد، والعدو إذا كثر، فخيف من الانقسام لذلك؛ جازت الصلاة حينئذ بحسب الإمكان، وجاز ترك مراعاة ما لا يقدر عليه من الأركان؛ فينتقل عن القيام إلى الركوع، وعن الركوع والسجود إلى الإيماء، إلى