وجوبُ التشهد الأول، ومشروعيةُ الدعاءِ فيه، وجبره بسجود السهو، ويكون سرًّا
قال الإمام في تلخيص الصفة فقرة ١٤٢، ١٤٣:
والتشهد واجب، إذا نسيه سجد سجدتي السهو.
ويقرؤه سرا.
وقال في أصل الصفة:
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في كل ركعتين «التحية».
«وكان أول ما يتكلم به عند القعدة: «التحيات لله».
وكان إذا نسيها في الركعتين الأوليين؛ يسجد للسهو. وكان يأمر بها فيقول:«إذا قعدتم في كل ركعتين؛ فقولوا: «التحيات. .. إلخ»، وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فَلْيَدْعُ الله عز وجل [به]».
قوله:«إذا نسيها .. يسجد للسهو» فيه إشارة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يواظب على التشهد دائماً، ولعل هذا هو مستند قول ابن القيم في «الهدي النبوي»«١/ ٨٧»: «ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يتشهد دائماً».
وإلا؛ فإني لم أقف على نص صريح في ذلك. والله أعلم.
وقد استدل بعض العلماء بالأحاديث المتقدمة - في عدم رجوعه إلى التشهد حينما ذُكِّر - على أن التشهد الأول غير واجب.
قال الحافظ «٢/ ٢٤٧»: «ووجهه؛ أنه لو كان واجباً؛ لرجع إليه لمَّا سبحوا به بعد أن قام. وممن قال بوجوبه الليث وإسحاق وأحمد في المشهور، وهو قول للشافعي، وفي رواية للحنفية».
قلت: وفي هذا التوجيه نظر؛ فإن لقائل أن يقول: عدم رجوعه - صلى الله عليه وسلم - إنما هو