قلت: قد جاء هذا عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن ابن عمر والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم في الصحيحين وغيرهما ولهذا فلا مجال إلى تخطئة ابن عمر بل الصواب أن ما رواه هو الصحيح، وما روته السيدة عائشة صحيح أيضاً، ولا منافاة بين الروياتين كما هو ظاهر.
ثم إن المراد بالبكاء فيه النياحة، بدليل حديث المغيرة بلفظ:«من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة» رواه مسلم. واختصره المؤلف رحمه الله، وهذا اللفظ يرجح قول الجمهور في تفسير «يعذب» أنه بمعنى «يعاقب» وليس بمعنى «يتألم ويحزن» كما قال ابن جرير الطبري ونصره ابن تيمية والله أعلم.
[التعليق على مختصر صحيح مسلم ص ١٢٦]
[حرمة ضرب الخدود وشق الجيوب]
ب، ج - ضرب الخدود، وشق الجيوب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعى بدعوى الجاهلية».
أحكام الجنائز [٤٢]
حرمة حلق الشعر حزنًا على الميت
د - حلق الشعر، لحديث أبي بردة بن أبي موسى قال:«وَجِع أبو موسى وجعا فغشي عليه، ورأسه في حِجْرِ امرأة من أهله، فصاحت امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئا، فلما أفاق قال: أنا برئ ممن برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة».