للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكثير منها، ليأخذ منها ما يشتهي، دون أن يحكم فيه قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.

فكأن هذه الآية منسوخة عنده. والله المستعان.

السلسلة الصحيحة (٤/ ١٣٧ - ١٣٨).

[الرد على الاستدلال بحديث الجاريتين على جواز المعازف]

«عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى «في عيد الأضحى» تغنيان وتضربان (١)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وجهه، وقال: «دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد». متفق عليه. ص ٢٩٢ [٢٧٤].

صحيح. أخرجه البخاري «١/ ٢٤٢، ٢٥١» ومسلم «٣/ ٢٢» والنسائي «١/ ٢٣٦» وأحمد «٦/ ٣٣، ٨٤، ٩٩، ١٢٧، ١٤٣».

تنبيه: نقل المصنف حفظه الله من الغزالي أن الحديث نص صريح في أن الغناء ليس بحرام، وأقره على ذلك، بل أكده بقوله «ص ٢٩٣»: «وقد روي عن كثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أنهم سمعوا الغناء، ولم يروا بسماعه بأساً.

أما ما ورد فيه من أحاديث نبوية فكلها مثخنة بالجراح لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه.

قال القاضي أبو بكر بن العربي: لم يصح في تحريم الغناء شيء.

وقال ابن حزم: كل ما روي فيها باطل موضوع».

قلت: بل كلام ابن حزم هذا هو الباطل، ففي تحريم الدف والمعازف عدة أحاديث صحيحة ثابتة.


(١) كذا الاصل، والذي في البخاري، والسياق له: «تدفقان» وما في الأصل رواية مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>