للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معروفاً أولاً: بسوء الحفظ، وشهرته بين المحدثين بكنيته وهو: أبو جعفر الرازي، واسمه: عيسى بن ماهان، هذا كان سيء الحفظ، فمثله يُحْكَم على حديثه بالضعف.

ومن مذهب الإمام أحمد أن يُحْكَم على كل حديث تفرد به ضعيف، أن يُحْكَم عليه بأنه منكر، هذا من مذهب الإمام أحمد، أما الآخرون فيكتفون بوصفه بالضعف فقط.

لأن المنكر عند عامة المحدثين ينبغي أن يُتَوفَّر فيه شرط آخر، وهذا الشرط قد توفر هنا، فيكون الحديث منكراً باتفاق العلماء.

أعني: باتفاق قواعدهم وأصولهم، لا بتنصيصهم بأفواههم، ذلك: أن هذا الحديث الذي تَفَرَّد به ذاك الرجل الضعيف وهو أبو جعفر الرازي، قد خالف الثقة الذي روى حديث أنس هذا بلفظ: «ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم».

إذاً: هذا يَفْصِل، أولاً: ينفي الاستمرارية، ثم يقول: «إنما كان عليه السلام يدعو إذا دعا لقوم أو على قوم»، دعا لقوم من المسلمين من المستضعفين مثلاً في الأرض، أو على قوم من الظلمة الفجرة الذين يعتدون على ضعفاء المسلمين. نعم.

(الهدى والنور /٧٣١/ ٠٦: ٣٧: ٠٠)

إمامٌ ابتُلي بأناس لا يريدون ترك القنوت في صلاة الفجر

مداخلة: ماذا يفعل إمام ابتلي بأناس لا يريدون ترك القنوت في صلاة الفجر؟

الشيخ: الحقيقة، الجواب عن هذا السؤال يتعلق بالسياسة الشرعية، بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: بأنه يجوز للمسلم أن يَدَع بعض السُنَن أحياناً؛ تأليفاً لقلوب الناس الذين من حوله ممن هم لا يعلمون السنة.

أنا أرى هذا صواباً، من باب دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر.

<<  <  ج: ص:  >  >>