خفيفاً، يكون في النهاية هو ما يسمع قراءة الإمام، ولو أنه يجهر في هذه الحالة يقرأ، أما وأنت تسمع قراءة الإمام فسماعك يغنيك عن قراءتك أنت، سماعك للإمام يغنيك عن قراءتك أنت، لماذا؟
لأنك في إنصاتك لقراءة الإمام أنفع لك من قراءتك لنفسك؛ ولذلك جاء في صحيح البخاري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم، -هما حديثان وقصتان، إحداهما تتعلق بأُبَيّ بن كعب، والأخرى تتعلق بعبد الله بن مسعود، -فرضي الله عنهما-.
قال له عليه السلام:«اقرأ عليّ القرآن، قال: يا رسول الله! أقرأ عليك القرآن وعليك أُنزل؟ ! قال: نعم، إني أُحِبُّ أن أسمعه من غيري»، هذا رسول الله، الذي أُنْزل عليه القرآن، يقول لأحد الصحابة:«اقرأ عليّ القرآن، قال: اقرأ عليك وعليك أنزل! قال: نعم؛ إني أحبّ أن أسمعه من غيري».
فإذاً: سماعك أيها المقتدي لقراءة الإمام أنفع لك من قراءتك لنفسك.
هذا خلاصة ما يمكن أن يقال في خصوص هذه المسألة، ثلاثة مذاهب أوسطها أعدلها وأصوبها، وهو: تقرأ في السرية، تُنْصت وتستمع في الجهرية، وبهذا القدر كفاية.
(الهدى والنور / ٦٩٦/ ٣٤: ٤٤: ٠٠)
[حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام]
عن عبادة بن الصامت، قال: كنا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الفجر، فقرأ، فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ، قال:«لعلكم تقرؤون خلف إمامكم»؟ قلنا: نعم يا رسول الله.
قال:«لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها».
رواه أبو داود، والترمذي، وللنسائي معناه، وفي رواية لأبي داود، قال:«وأنا أقول مالي ينازعني القرآن؟ فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن».