من أدرك الجماعة الثانية هل يصلي معهم أم يصلي فردًا
السائل: إن لم أُدْرِك الجماعةَ الأولى، تقام ثانية، هل أُصَلّي، أم أُصَلِّي فردا؟
الشيخ: لا يصلي جماعة ثانية، وإنما هو في خير نَظَرَيْن؛ إما أن يُصَلي في المسجد وَحْدَه، وإما أن يذهب إلى داره، أو مكان آخر يُصَلِّي فيه جماعةً مع أهل المحل، فذلك أفضل لأن الأمر كان على ذلك في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي عهد السلف الصالح، وبذلك تتابعت أقوال الأئمة في التنصيص على كراهة تجميع الجماعة الثانية في المسجد، لأن له إمام راتب، ومؤذن راتب، وقد تكلمنا في هذا بتفاصيل في مَرّات مَضَت.
(الهدى والنور / ١٦/ ٥٩: ٥٢: .. )
[في أي سن يصف الصبي في الصلاة، وأي صف أولى: الأول أم الثاني؟]
مداخلة: يقول: في أي سن يصف الصبي في الصلاة، وأي صف أولى: الأول أم الثاني؟
الشيخ: ليس هناك نص يصرح بالسن المسؤول عنه، ولكن النظر السليم يقتضي أن الصبيان يقفون مع الرجال إذا كانوا مميزين، أي: يحافظون على الصلاة وهم في الصف وليسوا من الصغار الذين لا يعرفون قدر الصلاة وقيمتها حيث تراه الآن في الصف ثم بعد لحظات يولي الأدبار؛ لأنه ولد طفل صغير، فيوجد فراغاً في الصف وخللاً فيه، وهذا لا يجوز.
فإذا كان الصبيان من ذوي العقل والفهم ولو أنهم لم يبلغوا بعد سن التكليف فإنه يسمح لهم أن يقفوا في الصف مع الرجال؛ وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسن للمسلمين في تسوية الصفوف المتعلقة بالرجال والصبيان سناً معينة، وإن كان جاء هناك حديث في سنن أبي داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصف الرجال ثم الصبيان ثم