حيث معناها ومبناها تخالف أحاديث كثيرة جداً، هي التي تنهى عن زخرفة المساجد وعن المباهاة فيها، وأظن إن لم تَخُنِّي ذاكرتي أنني في جلسة سابقة في هذا المسجد، كنت أسمعتكم بعض الأحاديث المتعلقة بالنهي عن زخرفة المساجد، فلا أريد الآن أن أُعِيد إلى أذهانكم ما كنت أسمعتكم إياه من قبل، وإنما أُريد أن أُذَكِّركم بشيء آخر يشمل جميع نواحي الحياة ألا وهو حديث المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه قال:«نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال».
الشاهد من هذا الحديث هو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن إضاعة المال، لا فرق بين المسجد في شهر رمضان ولا في غيره من شهور السنة، فالنور الذي يحتاجه المسجد هو الذي لابد منه، أما النور الزائد على حاجة المسجد فهذا إضاعة للمال وإسراف في المال، وإن الله عز وجل لا يُحب المسرفين، هذا الذي أردت التذكير به، ونرجو الله عز وجل أن يُمَكِّن القائمين على المسجد بأن ينهضوا به خلاف عامة المساجد؛ لأن عامة المساجد كثير منها لم يُؤَسِّس على تقوى من الله، حتى ولو كان الكثير منها قد أُسِّس على تقوى من الله، أي: كان بناؤه على المال الحلال، ولكن مع ذلك ما استمروا فيه على السنة، بل هم لا يزالون يخالفون في تلك المساجد السنة، هذا الذي خطر في بالي بهذه المناسبة أن أُذَكِّركم، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً.
(الهدى والنور/٦٥٦/ ٣١: ٣٦: ٠٠)
[المخالفات الحاصلة في المساجد]
الشيخ: كنت شرعت في كلمة ونحن خارجون من صلاة المغرب مع الأخ أبو لؤي، حيث صلى بنا صلاة العصر وجزاه الله خيراً، وقد قلت في نفسي وأنا أصلي هنيئاً لهذا المسجد الذي إمامه يصلي هذه الصلاة، لكن بمقدار ما فرحت أسفت، لأنني علمت أنه ليس إماماً في المسجد، أكذلك؟
مداخلة: نعم.
فَزَوَّرت في نفسي بناءً على ظني أنه هو إمام المسجد، أن أُذَكِّره بمسألة يغفل