فحينما يأتي هذا الحديث الذي تسأل عنه:«صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» يتبادر إلى الذهن يعني ركعتين ركعتين بسلامين.
لكن ما دام جاء في صلاة الليل جواز المواصلة والاقتصار على تَشَهُّد واحد، ولا يوجد هناك شيء يمنعنا بالنسبة لصلاة النهار، يمكننا أن نتوسع في صلاة النهار مثلما ما تَوَسَّعنا في صلاة الليل، في صلاة الليل نصاً، وفي صلاة النهار قياساً وإلحاقاً.
مداخلة: هنا الكيفيات، يعني كيفية العبادة جزء من القياس كذلك، أليس كذلك؟
الشيخ: لا، هو الكيفيات، لا توجد ضرورة لاستعمال القياس فيها، لولا شيء واحد هنا، وهو جريان عمل المسلمين على هذا الذي قلنا نحن قياساً، أعمال المسلمين لها قيمة لها قدر كبير جداً، حيث يُوَضِّح بعض الأمور التي قد تكون غامضة بالنسبة لبعض النصوص، حتى لو لم يكن هناك نص يمكن أن يقاس عليه أو أن يُلحق به، فجريان عمل المسلمين بهذا الشيء الذي نقول نحن يجوز قياساً، يكفي استدلالاً عادةً، فكيف إذا انضم إليه القياس!
(الهدى والنور /٣٤١/ ٤٠: ١٤: ١)
[حكم صلاة القيام للمسافر]
مداخلة: بالنسبة للمسافر هل يصلي صلاة القيام؟ وهل هذا له دليل في ذلك؟
الشيخ: الجواب: صلاة القيام هو صلاة الليل، وصلاة القيام كما يُشْرَع في كل ليالي السنة، يُشرع في رمضان من باب أولى؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:«من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه»، وهذه مقدمة أولى.
مقدمة ثانية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي ثبت عنه بأنه ما كان يصلي السنن الرواتب في السفر، قد كان يصلي في الليل في السفر.