السؤال: الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليّ» فعندما كان يؤذن أذان العشاء ما سمعنا سماحتكم أنكم رديتم، وليس هنا السؤال، إنما السؤال: هل هو واجب أم غير واجب؟
الشيخ: رَقّعتها لأن الأرض مسكونة.
بناء على مقدمتك التي رَقَّعتها بخاتمتها، كنت أريد أن أقول لك: هل سمعت إلا خيراً؟ لكنك أغنيتني عن هذا الكلام وإن كنت قد قلته.
والجواب عن الخاتمة: أن قوله عليه السلام أو أمره في الحديث الذي ذكرته، هو إن كان للوجوب فكلنا آثمون، وإن كان ليس للوجوب -وهو الصواب- فلسنا والحمد لله- آثمين أولاً، بل ونحن في طاعة الله ثانياً، وهذه الطاعة التي نحن فيها هنا ثالثاً: تُسَوِّغ لنا أن نترك واجباً وليس فقط أمراً مستحباً، ألا وهو: لو كان هناك مسجد قريب منا نسمع أذانه بآذاننا دون مكبر الصوت، حيث حينما يكون الأمر كذلك يجب على كل من يسمع النداء أن يذهب إلى الصلاة مع الجماعة، لو كان هنا مسجد قريب نسمع أذانه بآذاننا فيجوز لنا أن نظل في مكاننا هنا؛ لأننا في طاعة الله عز وجل، ورضي الله تبارك وتعالى عن أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- حيث صح عنه أنه صلى صلاة الفجر يوماً وأطال القراءة فيها إطالة يبدو أنها غير معتادة منه، فلما سَلَّم قالوا: لقد أطلت بنا الصلاة حتى كادت الشمس أن تطلع، فقال كلمة رائعة جداً هي، قال:«إن طلعت لم تجدنا غافلين».
يعني: هو في قراءة كلام رب العالمين، وفي إتمام هذه الصلاة صلاة الفجر {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[الإسراء: ٧٨].
وعلى ذلك: فصحيح ما قلت إننا ما أجبنا المؤذن، وهذا بالنسبة لمن انتبه للأذان، وأنا لا أستطيع أن أحكم حكمك على كل الحاضرين، أما حكمك عليَّ فمقبول، لأنه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، فأنا أسأل وأُجيب بطبيعة