تبليغهم العلم للناس من جهة أخرى، يجد الناس فرصة سانحة لهم، فيهتبلونها لكي يتعلموا ما قد يشعرون بحاجتهم إلى علمه في مثل هذه الأوقات، وإلا فالأصل أن يكون هذا الوقت لذكر الله عز وجل وعبادته، صحيح أن العلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:«فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع» ولكن لكل مقام مقال، فمجال طلب العلم لا يجوز أن يحل محل الذكر، والعكس بالعكس، محل طلب العلم لا ينبغي أن يحل محله الذكر.
فالذي أقصده أخيراً أن لا نلتهي وأن لا نضيع الوقت في هذه الأيام المباركات ...
(الهدى والنور /٣٨٧/ ٤٥: ٥٣: ٠٠)
[حكم الكحل للمحرمة]
السؤال: هل يجوز للمحرمة أن تضع الكحل.
الشيخ: يجوز طبعاً.
السائل: ألا يدخل في مسألة أنه طيب للنساء، مع أن لونه يظهر ولا تظهر رائحته؟
الشيخ: لا، ليس طيباً؛ إنما هو كحل، لا يقال تطيبت المرأة بالكحل، وإنما تكحلت.
السؤال: طيب، ما هو الطيب المنهي عنه للمرأة في مثل هذه الحالة، لو وضعت صباغاً على خديها أو شيئاً، يدخل في الحرمة؟
الشيخ: طبعاً؛ لأن هذا الصباغ هو ما ظهر لونه وخفي ريحه كزينة، كجمال، أما الكحل فليس خاصاً بالنساء، بل يشترك فيه الرجال، فهو كدواء أكثر مما هو زينة.
ولذلك في حديث الذي مات عنها زوجها، فتكحلت وتزينت للخُطَّاب، فجاءها ابن بعكك وقال لها: لا تحلين إلا بعد أن تقضي العدة، عدة الوفاة، فذهبت إلى الرسول عليه السلام، وذكرت له ذلك، فقال: قد حللت، ما دام أنك وضعت.