ولذلك نحن نقول لهؤلاء الذين يَشُدُّون الرحال إلى زيارة بعض القبور التي يقال إنها قبور أولياء وصالحين، سواء كان هذا القول صحيحاً أو غير صحيح، لماذا هذه الزيارة، إن كان المقصود هو تحقيق الغاية والحكمة التي سبق وأن أشرنا إليها من حديث الرسول عليه السلام، فنقول لهم: هاهي المقبرة أمامكم، والعظة بهذه القبور التي يكفي أن يتخيل الإنسان ويراها في المنام ليقوم فزعاً، العظة من هذه القبور أكثر بكثير من زيارة قبر ولي أو نبي، خاصةً إذا كان مُزَخْرَفاً ومُزَيَّناً وعليه أُبَّهة، فحينئذٍ يخضعون خضوعاً لا ينبغي أن يكون إلا لله عز وجل.
فلهذا نحن نقول: إن شد الرحال إلى هذه القبور، أكبر دليل أنهم لا يقصدون بها تحقيق الغاية المذكور في الحديث الصحيح.
(الهدى والنور/٦٠٣/ ١٤: ٤٠: ٠٠)
(الهدى والنور/٦٠٣/ ١٥: ٤٤: ٠٠)
[مشروعية زيارة النساء للقبور]
- حديث:«أن عائشة زارت قبر أخيها عبد الرحمن رضى الله عنهما». رواه الأثرم. صحيح.
ومما يشهد للحديث ما سيأتى فى الحديث الذى يليه عن عائشة إنها سألت النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا هى زارت القبور كيف تقول؟ فقال عليه الصلاة والسلام:«قولى السلام على أهل الديار من المؤمنين ... » فهى إذن كانت تزور القبور فى حياته عليه الصلاة والسلام وبإقراره بل وتعليمه فلو أن ذلك كان قبل النهى لما خفى ذلك عليها, ولم يحتج بالأمر بزيارتها, لو أنه كان قبل النهى, والله أعلم.